وكالة أنباء الحوزة - الإمام محمّد الباقر(عليه السلام) هو أوّلُ إمامٍ معصومٍ وُلد من نسل إمامَيْن معصومَيْن لأبوَيْن علويَّيْن، فهو ابنُ الإمام عليّ زين العابدين بن الإمام الحسين السبط بن الإمام عليّ بن أبي طالب(عليهم الصلاة والسلام)، وهذا نسبُهُ من جهة الأب.
أمّا من جهة الأمّ، فأمُّه هي السيّدة الزكيّة الطاهرة فاطمة بنت الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب(عليهم الصلاة والسلام) وتُكنّى "أمّ عبدالله"، وكانت من سيّدات نساء بني هاشم، وكان الإمام زين العابدين(عليه السلام) يسمّيها الصدّيقة، ويقول فيها الإمام أبو عبدالله الصادق(عليه السلام): (كانت صدّيقةً لم تُدرَكْ في آل الحسن مثلها)، وحسبُها سموّاً أنّها بضعةٌ من ريحانة رسول الله، وأنّها نشأت في بيوتٍ أَذِنَ اللهُ أن تُرفعَ ويذكرَ فيها اسمُه، ففي حجرها الطاهر تربّى الإمام الباقر(عليه السلام).
كنيته (أبو جعفر) ولا كنيةَ له غيرها.. أمّا ألقابه الشريفة التي دلّت على ملامح من شخصيّته العظيمة، فهي: (الأمين، الشبيه -لأنّه كان يُشبه جدّه رسول الله(صلّى الله عليه وآله)-، الشاكر، الهادي، الصابر، الشاهد، الباقر -وهذا من أكثر ألقابه شيوعاً وانتشاراً-)، وقد لُقّب هو وولدُه الإمام الصادق بـ(الباقرَيْن) كما لُقّبا بـ(الصادقَيْن) من باب التغليب.
نهل الإمامُ الباقر(عليه السلام) العلوم والمعارف من والده الإمام زين العابدين(عليه السلام)، حتّى فاق وأبدَعَ في كلّ العلوم، فكان كما شهد له بذلك جدُّهُ رسولُ الله(صلّى الله عليه وآله) حيث لقّبه بالباقر، قائلاً: (إنّه يبقر العلمَ بقراً) عندما بشّر المسلمين بولادته وبدوره الفاعل في إحياء علوم الشريعة، وفي عصرٍ كانت قد عصفت العواصفُ بالأمّة الإسلاميّة إثر الفتوحات المتتالية والتمازج الحضاريّ والتبادل الثقافيّ الذي طال الأُمّة الإسلاميّة.
عاش الإمامُ الباقر(عليه السلام) مع جدّه الإمام الحسين(عليه السلام) نحو ثلاث سنوات ونيّف وشهد في نهايتها فاجعة كربلاء، ثمّ قضى مع أبيه السجّاد(عليه السلام) ثمان وثلاثين سنةً يرتع في حقل أبيه الذي زرعه بالقِيَم العُليا، وأنبَتَ فيه ثمار أسلوبه المتفرّد في حمل الرّسالة المعطاء في نهجها وتربيتها المُثلى للبشريّة، حيث كانتْ مدّةُ إمامته ما يقرب من عشرين عاماً.
رمز الخبر: 365044
٣ فبراير ٢٠٢٢ - ١٦:٣٤
- الطباعة
وكالة الحوزة - يوافق اليومُ الأوّل من رجب الأصبّ ذكرى ولادة خامس الأقمار المحمديّة الإمام محمد بن علي الباقر(عليه السلام)، حيث تلقّفه أهلُ البيت(عليهم السلام) سنة 57 للهجرة بالحبور والسرور، فقد كانوا ينتظرون ولادته التي بشّر بها رسولُ الله(صلّى الله عليه وآله وسلم) قبل عشرات السنين.